كيف يساعد اللاجئون أمستردام لتصبح واحدة من أولى المدن في مجال الاقتصاد الدائري
في قلب أمستردام ، وسط أجواء ويستربارك Westerpark النابضة بالحياة ، تتكشف مبادرة فريدة. مركز تصليحات للملابس يسمى يونايتد ريبير سينتر United Repair Centre، الذي تم إنشاؤه بالتعاون مع حكومة المدينة والعلامة التجارية للملابس باتاغونيا ، لا يساهم فقط في تحقيق هدف أمستردام المتمثل في أن تصبح مدينة دائرية بالكامل ولكنه يوفر أيضًا فرصة للمهاجرين لأسباب اقتصادية واللاجئين لإعادة بناء حياتهم. هذا المشروع الاجتماعي ، الذي يديره الوافدون الجدد ، يبث حياة جديدة في الملابس القديمة من خلال إصلاحها بدلاً من التخلص منها. مع نجاحه في أمستردام ، يغامر مؤسسو المركز الآن بفتح مركز آخر في المملكة المتحدة. تستكشف هذه المقالة القصة وراء يونايتد ريبير سينتر والأثر الإيجابي الذي يحدثه في حياة اللاجئين.
مركز للتنوع والمهارة
يونايتد ريبير سينتر هو مؤسسة اجتماعية هادفة للربح ، توظف حوالي 20 عاملاً بدوام كامل ، وجميعهم من المهاجرين لأسباب اقتصادية أو لاجئين. المركز بإدارة ثامي شويشلر ، وهو مؤسس مشارك برازيلي المولد ، ويضم المركز وافدين جدد من مختلف البلدان ، بما في ذلك سوريا وأوكرانيا وروسيا والصين وإيران. من بينهم رمزي ، لاجئ فلسطيني يبلغ من العمر 50 عامًا كان يعمل خياطًا في دمشق. قام رمزي ، مثل زملائه ، بتكييف مهاراته لإصلاح مجموعة متنوعة من الملابس ، وإبتكار حلول للتنوع والتحديات التي تقدمها كل قطعة.
بالإضافة إلى كسب لقمة العيش ، يقدم المركز لموظفيه بيئة داعمة. من دروس اللغة إلى دعم الإسكان والاستشارة القانونية ، يتدخل المؤسسون والموظفون لمساعدة الوافدين الجدد على الاستقرار في بلدهم الجديد. يعترف هذا النهج الشامل بأن الانتقال إلى أرض أجنبية ينطوي على أكثر من مجرد العثور على وظيفة ؛ يتطلب شبكة من الدعم والتوجيه.
خطط طموحة للنمو
في حين أن القوى العاملة الحالية في يونايتد ريبير سينتر والإنتاج متواضعان ، إلا أن مؤسسيه لديهم خطط طموحة للنمو. يتصور ثامي شويشلر زيادة القوة العاملة إلى 150 في غضون خمس سنوات ، بهدف إصلاح 300000 قطعة ملابس سنويًا ، بزيادة كبيرة عن 25000 حاليًا. سيتطلب هذا النمو التعاون مع العلامات التجارية الإضافية ، والشراكات مع الكليات التقنية ، والاستثمار في برامج التدريب.
التحديات والانتصارات
أحد المخاوف التي تلوح في الأفق للمركز هو المناخ السياسي المحيط بالهجرة في هولندا. قد يؤدي انهيار الحكومة الائتلافية الحاكمة والتغييرات المقترحة على قوانين الهجرة إلى خلق حالة من عدم اليقين للاجئين الباحثين عن فرص في البلاد. ومع ذلك ، فإن يونايتد ريبير سينتر لديه العديد من المزايا التي تعمل لصالحه. تكمن الميزة الثانية في دعم العلامات التجارية مثل Decathlon و Lululemon و Scotch & Soda و Patagonia. تلتزم هذه الشركات بإرسال العناصر التالفة التي يتم إرجاعها من قبل العملاء لإصلاحها ، مع تغطية التكاليف من قبل العلامات التجارية نفسها. لا يدعم هذا التدفق المضمون للعمل عمليات المركز فحسب ، بل يعزز أيضًا مصداقيته وإمكانية التوسع فيه.
المغامرة في المملكة المتحدة
على الرغم من مشروع قانون الهجرة غير القانوني المثير للجدل الذي تمت الموافقة عليه في المملكة المتحدة ، والذي يمنح الحكومة سلطات متزايدة للاحتجاز والإبعاد ، يخطط يونايتد ريبير سينتر لإنشاء منشأة جديدة في ليدز. تم اختيار ليدز لأهميتها التاريخية في صناعة المنسوجات. يهدف المركز إلى إشراك الوافدين الجدد والعاطلين عن العمل المحليين ، مما يوفر فرصة للمجتمعات المهمشة لتعلم مهارات جديدة وإيجاد عمل.
يتأثر قرار إنشاء ورشة عمل في المملكة المتحدة أيضًا باعتبارات لوجستية. تسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في تعقيد عمليات الشحن من وإلى المملكة المتحدة بسبب اللوائح الجمركية. من خلال تأسيس وجود محلي ، يمكن ليونايتد ريبير سينتر خدمة سوق إصلاح الملابس بشكل مباشر مع تلبية الاحتياجات الاجتماعية للمجتمع.
يمثل يونايتد ريبير سينتر في أمستردام نهجًا مبتكرًا للأزياء المستدامة وإدماج اللاجئين. من خلال إصلاح الملابس التي كان مصيرها إلى التلف ، لا يساهم المركز في أهداف الاقتصاد الدائري لأمستردام فحسب ، بل يوفر أيضًا فرص عمل مفيدة ودعم للوافدين الجدد. لقد ألهم نجاح هذه المؤسسة الاجتماعية المؤسسين لتوسيع رؤيتهم إلى المملكة المتحدة ، حيث يأملون في خلق فرص مماثلة للاجئين والمجتمعات المهمشة. من خلال مبادرات مثل يونايتد ريبير سينتر، يمكن أن تصبح الموضة وسيلة للتغيير الاجتماعي والتمكين ، مما يدل على أن ممارسات الأعمال المستدامة يمكن أن تسير جنبًا إلى جنب مع تحقيق الأهداف الاجتماعية والإنسانية.
المصدر: www.positive.news
الصور من عمل: United Repair Centre
