المهاتما غاندي مؤثر حقيقي استطاع أن يحدث تحولاً في التاريخ بنضاله اللاعنفي

المهاتما غاندي مؤثر حقيقي استطاع أن يحدث تحولاً في التاريخ بنضاله اللاعنفي

المهاتما غاندي هو رجلٌ استطاع أن يحدث تحولاً في التاريخ بنضاله اللاعنفي الذي أدى إلى استقلال الهند عن الحكم البريطاني. ولد غاندي في عام 1869 في بورباندر، الهند، ودرس القانون في لندن قبل أن يعود إلى الهند للعمل كمحامٍ. وكانت تجربته الأولى في النضال السياسي عندما قاد حملة لحقوق العمال الهنود في جنوب إفريقيا.

بعد عودته إلى الهند في عام 1915، أصبح غاندي رائداً للحركة الوطنية الهندية، وكان يدافع عن المساواة والحرية للشعب الهندي. وعلى الرغم من أنه كان يدعو إلى الاستقلال عن الحكم البريطاني، إلا أنه أصر على استخدام اللاعنف في نضاله، والتي أصبحت معروفة باسم “الساتياغراها”.

تأسست مبدأ الستياغراها على مبدأ عدم الانتقام والكفاح السلمي، حيث يتم تحقيق الأهداف عن طريق الصبر والصمت والاعتراض المدني، والتي تتطلب الشجاعة والتحمل والقوة العقلية. وقد استخدم غاندي هذا المبدأ في مواجهة الحكم البريطاني في الهند.

ومع ذلك، فقد واجه غاندي العديد من العقبات أثناء نضاله. ففي عام 1919، أدى قانون رولات إلى تشديد قبضة الحكم البريطاني على الهند، وهو ما دفع غاندي إلى قيادة حملة لمقاطعة المنتجات البريطانية. وفي عام 1930، قاد غاندي حملة للمقاطعة الكاملة للضرائب، والتي أدت في النهاية إلى الإفراج عن الآلاف من المعتقلين.

وقد أثر غاندي على العالم بشكل كبير حتى يومنا هذا، فقد كان رمزًا للنضال اللاعنفي والسلمي، وتحول إلى رمز للسلام والتعايش السلمي بين الأديان والثقافات المختلفة في العالم.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن غاندي أسس مزرعة تولتسوي في عام 1917، وهي مزرعة صغيرة في ولاية غوجارات في الهند، حيث كان يعيش مع عائلته ومعظم أتباعه. وكانت هذه المزرعة تدرب المتطوعين على العمل الجماعي والحياة المنظمة، وكانت بمثابة التدريب لنضال غاندي اللاحق.

كانت مزرعة تولتسوي تدعم مبادئ الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، وكان غاندي يؤمن بأنه يجب على الهنود أن يكونوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم وإنتاج أغذيتهم وملابسهم بأنفسهم. وقد نجحت المزرعة في تحقيق هذه الأهداف وأصبحت مثالًا يحتذى به للحياة الجماعية والعمل الجماعي.

وفي النهاية، فإن المهاتما غاندي كان رجلًا استثنائيًا استخدم اللاعنف والحوار والصبر لتحقيق الحرية والعدالة لشعبه، وقد أثر نضاله اللاعنفي على العالم بشكل كبير وتحول إلى رمز للسلام والتعايش السلمي بين الأديان والثقافات المختلفة. ولا شك في أن تأثيره سيظل حاضرًا على العالم حتى يومنا هذا.

 

الصور: Alamy Stock Photo، Nationaal Archief

اترك تعليقاً