السماء واحدة من أكثر الظواهر الطبيعية إثارة للإعجاب والتأمل

السماء واحدة من أكثر الظواهر الطبيعية إثارة للإعجاب والتأمل

تعتبر السماء واحدة من أكثر الظواهر الطبيعية إثارة للإعجاب والتأمل، والتي تتألف من عدة طبقات تختلف في درجة حرارتها وتركيبها الكيميائي، ويمكن للإنسان الاستفادة من فوائد هذه الطبقات في حياته اليومية. في هذه المقالة، سنتحدث عن السماء ومكوناتها وفوائدها وأهميتها الحيوية بالنسبة للإنسان.

الطبقات التي تشكل السماء هي خمس طبقات رئيسية وطبقتان حدوديتان ثانويتان:

الطبقة الأرضية (Troposphere): وهي الطبقة الأولى من الغلاف الجوي وتبدأ من سطح الأرض وتمتد حتى ارتفاع يصل إلى حوالي 10-15 كيلومتراً. وهي الطبقة التي نعيش فيها وتحتوي على 75% من كتلة الغلاف الجوي و99% من الرطوبة فيه. وتتحكم الطبقة الأرضية في الأحوال الجوية ورجع الأمطار والتغيرات الجوية اليومية.

الطبقة المناخية (Stratosphere): وهي الطبقة التي تلي الطبقة الأرضية وتمتد حتى ارتفاع يصل إلى حوالي 50 كيلومتراً. وتتميز الطبقة المناخية بوجود طبقة الأوزون فيها، والتي تحمي الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.

الطبقة الإستراتوبوز (Stratopause): وهي الطبقة الحدودية التي تفصل بين الطبقة المناخية والطبقة التالية.

الطبقة الخافتة (Mesosphere): وهي الطبقة التي تلي الطبقة المناخية وتمتد حتى ارتفاع يصل إلى حوالي 85 كيلومتراً. وتشكل الطبقة الخافتة المنطقة التي يمكن فيها مشاهدة الشهب.

الطبقة الحرارية العليا (Thermosphere): وهي الطبقة التي تلي الطبقة الخافتة وتمتد حتى ارتفاع يصل إلى حوالي 600 كيلومتراً. وتتحكم الطبقة الحرارية العليا في حركة الأيونات وتمتد فيها الأضواء الشمالية والجنوبية.

الطبقة الحدودية العليا (Exosphere): وهي الطبقة الحدودية التي تفصل بين الغلاف الجوي والفضاء الخارجي، وتمتد الطبقة الحدودية العليا إلى ارتفاع يصل إلى أكثر من 10,000 كيلومتراً. وهي تحتوي على جزيئات متناثرة وأقل كثافة بشكل كبير.

الطبقة الأيونية (Ionosphere): وهي طبقة تتراوح ارتفاعاتها بين 60-1000 كيلومتراً، وتتأثر بشكل كبير بالأشعة فوق البنفسجية والرياح الشمسية. وتحتوي الطبقة الأيونية على جزيئات مشحونة كهربائياً، وتؤثر في الاتصالات اللاسلكية ونقل الإشارات الإذاعية والتلفزيونية والإنترنت وغيرها من الاتصالات.

كل طبقة من الطبقات السابقة تحتوي على مميزات وفوائد مختلفة، وتؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على الحياة على الأرض. فمثلاً، تلعب الطبقة الأرضية دوراً هاماً في تنظيم الأحوال الجوية والتنبؤات الجوية، بينما تلعب الطبقة المناخية دوراً هاماً في حماية الأرض من الأشعة الضارة. وتؤثر الطبقة الحرارية العليا في حركة الأيونات والاتصالات اللاسلكية، في حين تلعب الطبقة الأيونية دوراً حيوياً في تأثير الشمس على الأرض.

الطبقات السابقة تعمل معاً كحاجز يحمي الأرض من الأشعة الضارة والجسيمات المشحونة والرياح الشمسية التي تأتي من الفضاء الخارجي. وبذلك، تعتبر السماء جزءاً هاماً وضرورياً من الحياة على سطح الأرض، وتساهم في توفير الحماية اللازمة للحياة على الأرض. ولكن، يجب الانتباه إلى أن هذا الحماية ليست مطلقة، فبعض الأشعة الضارة تتمكن من الوصول إلى سطح الأرض، خاصةً في الأقطار الشمالية والجنوبية، مما يتسبب في ظاهرة الأورورا القطبية التي تعرض المناطق المحيطة بها لأضرار محدودة.

لا يمكننا رؤية التباين بين الطبقات الجوية بالعين المجردة، فالتغيرات في الخصائص الجوية تحدث تدريجياً بين الطبقات ولا توجد حدود واضحة بينها. ومع ذلك، يمكن للعلماء استخدام أجهزة متطورة لدراسة الطبقات الجوية وقياس خصائصها وتغيراتها، ويمكن استخدام الأقمار الصناعية ومحطات الرصد الجوي لتحليل البيانات وتوليد نماذج للغلاف الجوي. في بعض الحالات النادرة مثل الأورورا القطبية التي يمكن مشاهدتها في بعض المناطق الشمالية والجنوبية للأرض، أو خلال الكسوف الشمسي الكلي الذي يسمح برؤية الطبقة الحرارية العليا.

من الصدفة العجيبة أن القرآن قد ذكر السماء في مواضع عدة ووصفها بأنها طبقات سبع وأن لها خاصية الرجع (ربما يقصد دورة الأمطار، إرجاع الأمواج الراديوية وانعكاسها نحو الأرض، إرجاع المواج الشمسية الضارة نحو خارج الأرض ) وأنها تعتبر كسقف بغير أعمدة يحفظ الحياة وكذلك ذكر أن طبقاتها لا يمكن أن ترى بالعين المجردة حتى لو أرجعت النظر إليها مراراً وتكراراً فلا يمكنك أن ترى الاختلاف بين الطبقات. فهل كان القرآن يقصد تلك الظاهرة الحيوية الشديدة الأهمية في حياتنا أم كان يقصد شيئاً آخر؟

ختاماً، تتألف السماء من عدة طبقات جوية، كل منها لها ميزاتها وفوائدها الخاصة. الطبقة الأرضية تحمينا من الأشعة الشمسية الضارة وتحتوي على الهواء الذي نتنفسه، بينما تحمي الطبقة المتوسطة الأرض من الأشعة فوق البنفسجية وتساعد في توجيه الاتصالات والطيران. تعمل الطبقة العليا على رصد النجوم والكواكب، بينما تنتج الطبقة الحرارية العليا الأضواء الشمالية والجنوبية الرائعة. كما تعمل الطبقات الجوية على حماية الأرض والكائنات الحية الموجودة عليها من الأشعة الضارة والجسيمات المشحونة. وعلى الرغم من أنه لا يمكن رؤية التباين بين الطبقات بالعين المجردة، يمكن للعلماء استخدام الأجهزة المتطورة لدراسة وتحليل الطبقات الجوية، ومعرفة تأثيرها على الأرض والحياة عليها. يمكن القول أن السماء هي عنصر أساسي في الحياة على الأرض، ومن الضروري أن نفهم دورها وأهميتها ونحافظ عليها، ونحافظ على نظام الكواكب الذي يدور في الفضاء ونحميه من التدخلات البشرية الضارة.


الصورة من عمل: KatriinKr

اترك تعليقاً