أمل دنقل …. في ذكرى وفاة شاعر غرَّد خارج السرب

أمل دنقل …. في ذكرى وفاة شاعر غرَّد خارج السرب

ذلك المصري الأصيل الذي وُلد في عام 1940 في قرية القلعة بمركز قفط في محافظة قنا التابعة لصعيد مصر، لوالد كان عالمًا من علماء الأزهر الشريف، وهذا أثر بشكل واضح على شخصية أمل دنقل وقصائده.

ورث أمل دنقل عن والده موهبة الشعر فقد كان يكتب الشعر العمودي، وأيضاً كان يمتلك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي مما أثر كثيراً في أمل دنقل وساهم في تكوين اللبنة الأولى لهذا الأديب. فقد أمل دنقل والده وهو في العاشرة من عمره مما أثر عليه كثيراً واكسبه مسحة من الحزن تجدها في كل أشعاره.

انتقل بعد إنهاء دراسته الثانوية إلى القاهرة وعمل فيها موظفا و بدأت من هناك حياة الشاعر الأدبية التي تميز فيها عن باقي أدباء عصره. مختلفًا عن معظم المدارس الشعرية في الخمسينيات، استوحى أمل دنقل قصائده من رموز التراث العربي، بدلاً من التأثر بالميثولوجيا الغربية عمومًا واليونانية خاصة في ذلك الوقت. فكان بذلك قريباَ من الواقع ومن البسطاء من الشعب.

ذاق صاحب”البكاء بين يدي زرقاء اليمامة”مرارة طعم النكسة عام 1967، الذي عبر فيها عن معاناة أمة بأسرها. أمة ما لبثت أن رددت قصيدته “لا تصالح” الرافضة لمعاهدة السلام عام 1977 مما أثار سخط السلطات المصرية عليه.

فكان شاعرنا لسان الشعب الثائر على السلطات الظالمة و صوتاً للحق و المستضعفين، مصرياً صعيدياً أصيلاً لم يخشى قول كلمة “لا” في سبيل نصرة القضايا الإنسانية.

ظلَ أمل دنقل يكتب الشعر حتى آخر أيام حياته ،حيث عانى مع مرض السرطان لمدة تقارب الثلاث سنوات إلى أن رحل عن هذه الحياة في مثل هذا التاريخ يوم السبت الموافق 21 مايو عام 1983م، وصدر بعد مرور أكثر من 30 عاما على وفاة دنقل كتاب جديد بعنوان “أمل دنقل.. قصائد لم تنشر”، يضم عشرات القصائد التي لم يسبق نشرها ، ليبقى بذلك أمل دنقل رمزاً راسخاً من رموز الأدب العربي والإنساني.

اترك تعليقاً